الصفحة الرئيسية
>
قــصـــة
الحجاج وعابد اليمن
عن علي بن زيد قال قال طاووس بينا أنا بمكة بعث إليّ الحجاج وأجلسني إلى جنبه وأَتْكَأَني على وسادة إذ سمع ملبيا يلبي حول البيت رافعا صوته بالتلبية فقال: علَيّ بالرجل فأتي به فقال ممن الرجل فقال من المسلمين قال ليس عن الإسلام سألت قال فَعَمّ سألت؟ قال سألتك عن البلد قال من أهل اليمن قال كيف تركت محمد بن يوسف _يريد أخاه_ قال تركته عظيما جسيما لَبّاسا رَكّابا خَرّاجا وَلّاجا قال ليس عن هذا سألتك قال فَعَمّ سألت؟ قال سألتك عن سيرته فقال تركته ظلوما غشوما مطيعا للمخلوق عاصيا للخالق.
فقال له الحجاج ما حملك أن تتكلم بهذا الكلام وأنت تعلم مكانه مني قال الرجل أتراه بمكانه منك أعز مني بمكاني من الله عز وجل وأنا وافد بيته ومصدق نبيه وقاضي دينه قال فسكت الحجاج فما أحار جوابا وقام الرجل من غير أن يؤذن له فانصرف.
قال طاووس وقمت في أثره وقلت: الرجل حكيم فأتى البيت فتعلق بأستاره ثم قال اللهم بك أعوذ وبك ألوذ اللهم اجعل لي في اللهف إلى جودك والرضا بضمانك مندوحة عن منع الباخلين وغنى عما في أيدي المستأثرين اللهم فرجك القريب ومعروفك القديم وعادتك الحسنة.
ثم ذهب في الناس فرأيته عشية عرفة وهو يقول اللهم إن كنت لم تقبل حجي وتعبي ونصبي فلا تحرمني الأجر على مصيبتي بتركك القبول مني ثم ذهب في الناس فرأيته غداة جَمْع يقول: واسوأتاه والله منك وإن عفوت يردد ذلك.
المزيد |